في اليوم الثلاثين أسرع الشباب نحو الصخرة الحمراء لمقابلة العجوز فلم يجدوه و لكن وجدوا رسالة منه بأن اللقاء سيكون في فجر اليوم التالي و حذرهم من التأخير.عندما امتلأ الأفق بصوت المؤذن الله أكبر ............ الله أكبر , لبس عمر ملابسه الجديدة و أسرع لصلاة الفجر و هو يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل و بعد أن صلى الفجر ذهب إلى الصخرة الحمراء فوجد عدد من الشباب في ملابسهم الجديدة الزاهية الألوان . سأل عمر : أين الرجل ؟ قالوا: لم يأت بعد. و فجأة أتاهم طفل جميل صغير ضاحك
يقول لهم : كل سنة و أنتم بخير
. قالوا: و أنت بخير . أين الرجل العجوز؟؟!! قال: أنا ابنه. قالوا: لكن أين هو؟؟ قال: سيأتي العام القادم. أبدى الشباب ضيقهم من الأمر و كأنهم تعرضوا للاستهزاء و السخرية و الخداع لكن الطفل قال لهم : إنه أرسل الكنوز معي . قالوا : و أين هي ؟؟؟قال : أنا أول كنز ..... فأنا عيد الفطر .ضحك الشباب و لكنهم سألوا الطفل العجيب و الرجل العجوز من يكون ؟ قال : شهر رمضان. قالوا: و الجبل الذي صعدناه؟ إنه الصبر على الجوع و العطش و أذى الآخرين و التسامح و العفو و التكاتف و التعاون. قالوا: و حفر البئر؟؟ قال: إنه تهذيب النفس و تنقيتها من كل نقص و تزكيتها بكل طيب. بالرغم من سرور الشباب من هذه الإجابات إلا أن عمر سأل : و أين الكنوز التي وعدنا بها الرجل؟؟ أجابه الطفل: انظر إلى روحك و ما حدث فيها ............ إن المجاهدات أكسبت روحك قوة و الكنوز تفجرت في قلبك فأصبح أكثر عطفا و شخصيتك أصبحت أكثر ثراء بالصدق و الإيمان و العمل المثمر , إن الكنوز المعنوية التي اكتسبتها خير و أكثر قيمة من أي كنوز أخرى .... إنها كنوز رمضان أيها الشاب .