بعد العصر و أمام الصخرة الحمراء تجمع عدد كثير من الشباب الصائمين الجدد حول العجوز العجيب الذي أشار نحو جبل لم يره أحد من قبل و قال بصوت عميق مؤثر : الصائمون سيصعدون هذا الجبل أما من لا يصعد فليس صائما !!!!!!!!!!!!!!!!!!
انصرف عدد من الشباب ضاحكين هازئين .
لكن عمر سأل متشككا : و لماذا نصعد هذا الجبل أيها الرجل؟
قال الرجل : أنا أمتلك كنوزا خلف هذا الجبل , و سأعطيها لمن يتبعني.
سأله عمر : هل كنوزك من الأموال؟
قال الرجل: كنوزي أثمن من الأموال و الآلي و الذهب.
صوت الرجل كان ممتليء بالصدق و لم يختلج له جفن و هو يتكلم , فبدأ الشباب الصائمون صعود الجبل و لكنه كان شاقا عسيرا فتدحرج بعضهم و انصرفوا غير آسفين .
أما عمر فقد حاول مع الآخرين حتى وقت الغروب .
ابتسم الرجل و قال لهم : المحاولة في البداية صعبة شأنها شأن كل عمل , لكن بالاستمرار و التعود و الإرادة نبلغ ما نريد . انصرفوا الآن للإفطار و أراكم غدا .
في اليوم التالي و جد الشباب أن المحاولة أسهل خاصة في الجزء الذي صعدوه في اليوم السابق .قال الرجل لهم مشجعا : إن الكنوز خلف هذا الجبل فاستمروا في المحاولة.
و بعد أسبوعين كاملين نجح عمر و بعض رفاقه في الصعود للجبل , لكن آخرين فشلوا و انصرفوا.سأل عمر الرجل : أين الكنوز؟؟؟؟؟؟؟؟
قال الرجل: مختبئة في بئر عميق سنحفرها.تشكك عمر في كلام الرجل و حدجه بنظرة ثاقبة متسائلة . لكن الرجل هادى و مهيب و مبتسم و مطمئن. فلم يجد عمر و من معه مفر من إطاعة الرجل و حفر البئر. و بدأ الرجل في تكليف الشباب بإرسال نقود للمحتاجين بل و في زراعة الأشجار و إطعام الطعام و سقيا الماء للناس و أعمال أخرى خيرية كثيرة .كل ذلك مع الاستمرار في حفر البئر .
قال عمر ضجرا : إن مطالبك كثيرة.!!!!!!!!!!!!
قال الرجل العجوز: لا تنس أن الكنوز ثمينة و قيمة و ستعوضك عن كل شيء.
( صوت الرجل يهز القلوب و يفتح مصاريعها )
سأله عمر : و متى ننتهي من حفر البئر و الحصول على الكنوز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال الرجل : في نهاية الثلاثين يوما.
قال عمر : لم يتبق الكثير ................. سنستمر و نرى .
في اليوم الثلاثين ............................
( ترى ماذا حصل لعمر و رفاقه مع الرجل العجوز في اليوم الثلاثين ............. )