في أول يوم من رمضان فوجىء تجار السوق بعجوز مهيب ذي لحية شهباء كثيفة و شعر أبيض ثلجي طويل مرسل وجهه يشع نورا و رضا و ملامحه مستكينة و كأن روحه الراضية المطمئنة تكسو كل ملامحه بالرضا و الهدوء و السماحة و السرور.
هذا العجوز العجيب كان يدق على طبلة صغيرة و هو يسير في طرقات السوق و ينادي بصوت عميق " يا عباد الله .... أين الصائمون الجدد ؟؟!! إني أبحث عن الصائمين الشباب !! من يجد صائما واحدا ليخبرني.
نظر عمر للرجل و قال هامسا لنفسه: هذا الرجل كأنه من أهل الكهف قادم من جوف الزمان .
سأل عمر والده: من يكون هذا العجوز؟ و ما معنى كلامه؟
أجابه الوالد : دع الخلق للخالق و انصرف لعملك.
قال عمر: - و هو يشعر أن هناك قوة هائلة تجذبه نحو الرجل – سأذهب إليه لأرى ماذا يقصد.
قال الوالد : اذهب و عد سريعا لعملك.
ذهب عمر للرجل العجوز المهيب و سأله : يا عم ماذا تقول ؟؟!!! و نحن كلنا صائمون.
أجابه العجوز بصوته العميق : تكلم عن نفسك يا بني , هل أنت صائم؟
قال عمر : نعم .
قال العجوز: اتبعني لنرى.
قال عمر : و ماذا عن عملي ؟
قال الرجل العجوز: أداء العمل بإتقان شرط لصحة الصيام , سأنتظرك عند الصخرة الحمراء بعد صلاة العصر.
تركه العجوز العجيب و أخذ يسير و يدق على الطبلة و هو يتساءل عن الصائمون الجدد.
ضحك طفل صغير و قال و هو يشير نحو العجوز هل نحن في السحور؟ و هل هذا هو المسحراتي الجديد ؟ و أين عم سيد المسحراتي ؟
اختفى الرجل تاركا خلفه هذه التساؤلات .
و بعد العصر و أمام الصخرة الحمراء .....................................
( ترى ماذا حدث للرجل العجوز و الصائمون الشباب أمام الصخرة الحمراء ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!)