كان عالم الرياضيات الشهير (( البرت انشتاين )) ولدا غبيا ثقيل الفهم ، وظل يكره
تمارين الجبر الى ان طلب منه عمه ان يعتبر كل تمرين بمثابة قضية يبحث فيها رجل
الشرطة السرية عن وغد اسمه الرمز ((س)).
كانت حياة تلاميذ المدرسة الالمانية في القرن التاسع عشر جافة , وكان البرت الصغير
يمقت نظامها الجامد , وطريقة التدريس التي تخلو من الابداع فتاقت نفس الى ترك
المدرسة وكسب قوته بالعزف على الكمان .
ومع ذلك فإن البرت , عندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره انتج النظرية العلمية التي
اعادة تشكيل العالم , وتحول الولد الذي كره الجبر الى عالم رياضيات عبقري .
ولد البرت انشتاين من ابوين يهودين في المانيا عام 1879 عاشا في ميونخ حيث كان للاب
حانوت صغير . وكان البرت مختلفا يقرا ويتكلم ببطئ , خجول بدرجة مؤلمة . كان يكره
النظام العسكري الذي استعارته المدرسة , وكان يشبه المدرسين بالحراس ويتهمهم بعد
السماح للتلاميذ بتوجيه اسئلة , وان سالوا لا يفكروا بالاجابة عليهم .
كان يعتبر مادة الجبر عدوه اللدود , ولا يرى فائده منها , الى نصحه عمه بان يتصرف
مع تمرين الجبر وكانه ضابط شرطه مباحث يحل لغز الجناية والمتهم المجهول فيها هو
الرمز ((س)) , الذي ينبغي القبض عليه بتحليل واستقراء الاثار والادلة . وحاول البرت
فاعجبته اللعبة , وسرعان ما تفوق على كل اقرانه في الرياضيات.
وفيما بعد رحلت اسرة انشتاين الى ايطاليا , وتركت البرت وراءها ليستكمل دراسته وكان
يضيق ذرعا بسخرية معلميه من ذهنه الذي لا يكف عن توجيه علامات الاستفهام , وكان
زملاؤه يتهكمون عليه لكونه يهوديا .
وصمم على ترك المدرسة بأي ثمن , واشتكى ذات مرة الى الطبيب من نوبات عنيفة تنتابه ,
ذاكرا انه رأى في المنام نفسه يخنق معلم التاريخ وعلم ناظر المدرسة بنبأ الحلم فطرد
البرت نهائيا .
وانطلق الصبي ينضم الى اسرته وقرر الالتحاق بالمعهد السويسري للبوليتكنيك في زيورخ
, واجتاز امتحان القبول بعد عام كلمل من الدراسة الشاقة , وكان قد بلغ السابعة عشر
من عمره . واستمتع بالحياة الجامعية بين طلبة شغوفين بالعلم , واساتذة ولوعين
بالتعليم , على عكس ما كانت عليه مدرسته القديمة . وبعد اربع سنوات تخرج البرت ,
واشارو اليه انذاك بانه احسن خريج في الرياضيات خرجته الجامعة وعلى الرغم من ذلك
عجز انشتاين عن الحصول على عمل . واضطر الى الالتحاق بوظيفة كاتب في مدينة ((بيرن)).
واتضح ان الوظيفة المتواضعة افادته , لانها اتاحت له فرصا للتامل وعمق التفكير ,
وبدا يحدد معالم النظرية النسبية.
كانت فكرت انشتاين الاساسية تتلخص في ان كل حركة للاجسام الصلبة , والصوت , والزمن
, وغيرها لها نسبتها , ولهذا يختلف مظهرها تبعا لاختلاف وجهات النظر , الا الضوء ,
فهو الوحيد الثابت المستمر .
ومن هذه الفكرة البسيطة استطاع انشتاين احتساب ما يحدث في كل انواع المواقف , وقلبت
نظريته المعايير العلمية العالمية راسا على عقب , عندما نشرها في جريدة عام 1905.
وفجاة اصبح انشتاين مركز انتباه العالم , وانهالت عليه العروض , ثم اصبح الكاتب
المتواضع استاذا في جامعة زيورخ , وبراغ , واخيرا في جامعة برلين.
كان انشتاين يعمل بقلمه فقط والورق وذهنه الالمعي , ومضت سنوات كثيرة قبل ان يثبت
بعض حساباته بتجارب مختبرية. وقيل ايضا ان ما لا يزيد على عشرة اشخاص في العالم كله
استطاعوا وحدهم استيعاب نظريته الصعبة انذاك.