ما أروع أن تتعاظم آمالنا وتتطاول تطلعاتنا، ولكن للأسف جلها لا يتحقق! فتبقى حبيسة العقول! فيخيب الرجاء وتطيش السهام. والسبب في ذلك حماسٌ واندفاع يقابله تخطيط سيئ!
كم من شخص تمنى أن يحفظ كتاب الله، وكم من امرأة راودتها الأماني في تجديد منزلها أو إنقاص وزنها، وآخر تمنى لو أجاد اللغة الإنجليزية.. وللأسف النتيجة النهائية: لم ينجح أحد!
سأحدثكم عن تقنية رائعة واستراتيجية مدهشة تُحيل المستحيل حقيقةً ممكنةً وتجعلنا نصل بكل سلاسة إلى ما نريد. التقنية تسمى قضمة الفيل!
طُلِب من أحدهم أن يأكل فيلاً! فرد فوراً بردٍ منطقي باستحالة المطلب! لكن آخر طُلب منه هذا الطلب فابتسم قائلا: سهل جدا.. فقط أريد وقتا! صاحبنا بذكاء بالغ أخذ هذا الفيل وقطعه إلى قطع ميسورة التناول، ثم بدأ يأكل قطعة قطعة حتى أتى على الفيل!
تلك القصة الرمزية غاية في الجمال والفائدة. نستطيع بتطبيقها ترويض الصعاب وركوب ظهور العوائق. وبالإمكان أن نطبقها على كل ما نتمناه ونرجوه؛ وذلك عن طريق تجزئة مشاريعنا؛ فمثلا الذي يريد أن يحفظ كتاب الله في عدة أيام يطلب المستحيل بعينه، ولكن لو حفظ جزءاً خلال أسبوع ألا ترون أن المسافة بينه وبين ما كان مستحيلاً اقتربت؟ ومع مرور الوقت، ومع الهمة والإدارة الجيدة للوقت سيجد نفسه أتم الحفظ، وما كان مستحيلاً أضحى حقيقية ماثلة.. استعن بالله وتوكل عليه؛ فهو خير معين لك.
جرب أن تُجزئ مشاريعك.. وباشر ما هو ممكن منها.. وكن جادا.. وقبل ذلك استعن بالله وتوكل عليه؛ فهو خير معين.. عندها ستجد أن كلمة مستحيل قد فارقت قاموسك بلا رجعة وكل ما ترجوه سيكون واقعاً معاشاً.
ومضة قلم
ليس للنحلة العاملة وقت تشعر فيه بالحزن!
منقول