إتكاءة
عند أواخر الصفحات ...
إتكأت
أخذت فنجان قهوتي
حين إنتهيت
قلبته على سطح الأوراق
مددته للعرّافة لتبدأ بالتلاوة
بسم البن الأسود
قالت أنها تقرأ في كل الركعات
الخوف
وحول إطار الفنجان
المجهول
وهناك حجارة خلف الأشجار
لا تصلح للتيمم
ضبابٌ كثيف
يلغي الرؤى الحالمة
أحزان على الطرقات تتدفق
حبٌ مستحيل
وطنٌ لا وجود له
حرية منزوع عنها الصوت
سلكٌ شائك حول رقاب الأصدقاء
هجرة إلى دمي تطول
دون دواب
قالت لي
أن الغد سيكون سكون
سكوت
سكوت في صمت الصمت
بلا عنوان
ريح عاصف يلغي الجمال
تلتف العتمة حولي
شال
بارود الظلم عباءة
والكتمان
فيضان الدم
ملاءة
أحمر لون القبر
عفواً
قعر الفنجان
مواقع .. دون نهايات
تنبيه ..
لا تدخلها وأنت حافٍ ..
قد تصادف بعض (السرنكال) ..
تجرد من كل حياء قبل أن تدق أبوابها ..
عند الدخول ..
سر بجانب ذاك السور ..
لا تتكئ عند التعب ..
ولا تجعل الشمس تغيب ..
فلتخرج قبل انطفاء الأضواء ..
مع تحيات .. موقع رقم صفر ..
1-
أخذتني سطوة
إلى هذه الورقة
مسكينة أنت
تشهدين ما ترمي به حواسي
من فضلات ..
تعيسة هي تلك السطور
أن تشهد هذا التحول بداخلي ..
الطوفان .. هدم كل الأشياء ...
بردت أطرافي وهي تمسك بك ..
انتقل الصقيع إليك ..
زيف العواطف في هذا الحبر ..
تخلل ...
الدم خمدت نيرانه ...
إنتهى زمن الغليان ..
وانتهي ... ... ... ...
هذا الموقع .
2-
رأيت في هذا الركن داخلي
نقشٌ .. بحروف تائهة ..
كلمات بلا نقاط ..
كتابٌ ظهر فيه ضوء القدسية ..
خافت ..
لا تتأثر به العتمة ..
فِراشُ الأشواك المتفرهدة ..
لا عليك ..
هذا هدفٌ ..
خارج شباك هذا الموقع ..
3-
في يدي لفافة تبغٍ خضراء ..
جواز سفري إليك ..
روحي ..
هي من تتنفس تلك الأشياء ..
قلبي ..
من ينطق لك بذات الأشياء ..
عقلي ..
من وضع النقاط على حروف السابق ..
لتنتهي تفاعلات كل المواقع ..
وتخرج أنت دون فهم الأشياء .
عبير خيري
مارس 2004